top of page

خاطرة نوفمبر

Il Tempo Fugge: Text

إنّما الحياة رِحلة، مليئة بالمخاطر و الإثارة و الصعاب، تكمن متعتها في يقِينِنا أنّنا لا نمْلِك إلّا وقتا قصيرا و غير معلوم للخوض في ضِمارِها و إكتشاف ماتُخَّبئه لنا.

عاش شقيّا من غَرِق في الحسابات و بالَغ و أطنَبَ في الحذر و إتّخذ التحليل العميق لأحداث هته الحياة مَنْهجًا سار به في دربه و رحلته.

و ذاق ما تيسّر من السّعادة من عاش كُلَ لحظةٍ بإدراك و وعيٍ أنها قد تكون الأخيرة في عمره و عاش بطلاً من كان مغامِرًا و محاَرِباً و من كان مُتَقبِّلا أن الأحزان و المَآسي و الأفراح و المسرّات هي ضرورة و لا مفر منها على حد السّواء.

يوم بعد يوم يزداد يَقيني بأنّني لن أتمكّن أبدًا من معرفة سر الوجود و سر هذا الكون و تفكيك شفرات لعبة الحياة فأزداد تصميمًا على الإستمتاع بكل لحظة دون الإطناب الشديد في فهم كل و أدق التفاصيل.

أَزدَادُ إيمانًا بأن العديد من الأحداث و الناس و الأشياء أفْضَلُ أن لا تُفهم و أن تُترَكَ كما هي، أنّ الحيَاةَ لا تُفهَمُ بل تُعَاش، أنّ دوام الحال من المحال و بأنّ مصير الأشياء هو الزوال أو ربما التّغييِر في أكثر الحالات.

أزدادُ ثباتًا أمام المصاعب و الأحزان و التحديات و أزدادُ ثِقَةً باللّه عز و جل في إدارة و تدبير أمور هذا الكون، و أزدادُ توكّلا عليه سبحانه و تعالى و سِرْتُالدرب دون خوف و تردّد.

كلما أزدادُ عِلمًا و حِكمةً تيقنتُ من بساطتي و قلّة معرفتي و صِغر حجمي في  هذا الكون العظيم و أزدادُ شَوقًا للمُضِي قُدمًا و إكتشاف ما خُبِّأَ لي في الطريق.

عَسى أن لا تَخْلُو رحلتي و رحلتُكم من المتعة و الإثارةِ و التحديات و الانتصارات و عسى أن لا يُغادِرَ الحماس و الإصرار و الشجاعة و الرِضا و الأمل و الصبرو الإيمان و الثبات قلوبنا و أرواحَنَا.

bottom of page