top of page

علاقـتــــي بالله

Published on July 19, 2020

علاقتي بالله: Text

     علاقتي بالله هي علاقة خاصة، علاقة حب من دون شروط. أنا أشعر بوجوده معي في كل المواقف، الصعب منها والهيّن. هو معي في كل الأحيان، وقت الشدة والأزمة وأوقات الرخاء. يرافقني إلى كل الأماكن، المظلم والموحش منها والنيّر. إخترت بكامل وعي وإرادتي ألا أدع أحدا ينير فكري أو تقاليدا تقيّدي أو دينا يملي على ما يجب أن أفعله حتى يحبي أو يرضى عني الله.

    أخلاقيا، أنا أفعل ما أضّن وأعتقد أنه فعل صالح دون الرجوع إلى النصوص للتأكد حرفيا أن الله لن يعاقبي. قد تسألني إذا: كيف تحدد وتميّز بين الصواب والخطأ؟ ما هو العمل الصالح وماهو العمل غير صالح؟

أجيبك بأنني في هذه المرحلة من حياتي أرتكز أساسا على تجاربي والدّروس التي إستخلصتها منها. أستمد بعض القيم مما تعلّمت من عائلتي وبعض المجتمعات التي عشت بينها. وليس مالتناقض ولكن أستمّد الكثير من القيم أيضا من الأديان.

إنني أنتقي ما أعتقد أنه صالح ومحقق للخير من مصادر ومراجع مختلفة بعد تحليله وفهمه ثم أضيفه إلى منظومة الإيمان الخاصّة بي.

أنا لا أرفض جذريا منظومات الأخلاق والقيم المتفق عليها في المجتمعات التي إحتككت بها، لكن لا أتبنى آوتوماتكيا ما تسعى لتسويقه أو تصوير أنه الأفضل.

    أنا أطرح الأسئلة على نفسي، أسعى لتحليل باطن ومغزى هته المسائل وفقا لتجربتي وفهمي لهذا العالم.

علاقتي بالله هي علاقة خاصة ومباشرة، فأنا أتحدث وأتواصل معه دائما. هو يسمعني دون ملل ويفهمني ويعرف كل ما في صدري. أنا لا أخفي شئ عنه، إيمانا أنه يعرف جيّدا من أكون وما أبطن وما أظهر.

أنا لا أرى الله بالعين المجرّدة ولا أنا في حاجة لرسم صورة محدّدة له لكنني أشعر بوجوده في كل مكان وزمان. هو يرافقني في كل خطوة أخطوها.

أنا لا ألح على الله طالبا الأموال الطائلة أو الحظ الوفير أو النجاح المبهر. وجوده معي روحيا، فهمي، سماعي، قبولي دون أحكام مسبقة يكفيني.

ما أجمل وما أرقى فكرة أن الله ليس بشرا! لا يبني رأيه فيك على أساس عرقك، أصلك، لونك، شكلك، لغتك، مالك، مكانتك الإجتماعية أو ذكائك.

الله موجود في حياتي دائما، يرسل لي الإشارات عندما أمضي في الطريق الخاطئ وأدرك ذلك جيدا من خلال التجارب العديدة التي مررت بها إلى غاية الآن في الحياة.

لا أئمن أنني أواجه الصعاب عبثا، ألتقي وأفارق الناس صدفة فأنا أعتقد أن لمعظم الأشياء معنى وللعديد من الأحداث مغزى. لا أغوص دائما في عمق هته الأشياء والأحداث لكن أقف ؤ أتأمل ما أعتقد أنه مهم منها.

أحاول أن أستخلص منها العبر وألتقط الرسائل والإشارات وأضيفها إلى قاعدة بياناتي العقلية والروحية وتطويرها.

لا أدعي الذكاء ولا ملك الحقيقة. لا أرفض ولا أعادي المختلف فالكل حر في إختياراته

أنا أعي أنني كائن إجتماعي وأنني جزء من هذا العالم، لا أسعى من خلال تكوين هته العلاقة الخاصة بالله إلى عزل نفسي كليا عن الجميع. فأنا أكوّن الصداقات، أحتك بأغلب شرائح المجتمع وأضن أنني أمتلك قدرا محترما من القبول فيستأنس الكثير بالجلوس والحديث معي. أشارك عائلتي وأصدقائي أفراحهم وأعيادهم الدينية التي أرى أنها لا تتعارض مع منظومة القيم والقناعات الشخصية التي كونتها في ثلاثين سنة من حياتي.

    أنا متأكد أنني سأقف على هذه الكلمات مجددا في المستقبل. سأنضج عقليا وروحيا. سأتغير إلى حد ما وسأقوم بمراجعات. ومهما كان يا الله، كما دائما وأبدا كن معي.

bottom of page